- نورالدين أبولحية
- دار الكتاب الحديث
- 174
- 29160
- 9104
- 6962
الأساليب الشرعية لتربية الأولاد
في هذا الكتاب الأساليب الشرعية لتربية الأولاد يبحث المؤلف عن الأساليب الشرعية لتربية الأولاد، باعتبار أن الفقه ـ كما هو في أصل مصطلحه، وكما هو في واقع السلف الأول ـ لا يحد في إعطاء الحكم على المشكلات الحادثة، بل إنه في صميم هدفه وغايته يبحث عن البدائل العملية التي تحقق المقاصد الشرعية، فلا يكفي الفقيه ـ في أصل وظيفته ـ أن يحكم بأن تربية الأولاد التربية الصالحة واجبة، بل عليه أن يسعى ليبين كيفيتها المثلى، وأبعادها الرفيعة، لينتقل قوله من قوقعة الإجمال إلى فضاء التفصيل، ومن الغموض الذي قد يؤول التأويلات المختلفة إلى الضوابط التي تقي من كل التفسيرات، فلا تنحرف بها التحريفات، ولا تتدخل فيها الأهواء.
وقد دعا المؤلف إلى البحث في هذا الباب هو اعتقاده أن التربية الشرعية لا تعنى بالهدف بقدر ما تعنى بالوسيلة، لأن الوسيلة الصالحة لا بد أن تحقق الهدف العالي، ولذلك كان من حق الولد أن يربى بالطرق الشرعية الصحيحة التي تحفظ عليه شخصيته السوية، فلا تحرفها لأي غرض.
فمن انتهج في تربية أولاده أو تلاميذه ـ مثلا ـ أسلوب العنف والشدة، فإنه، وإن كان هدفه نبيلا إلا أن خطأ الوسيلة، وعدم تقيدها بالضوابط الشرعية قد يجعل من عمله عبثا، بل قد يحول من يحاول تربيتهم إلى مجموعة متمردين، لا على شخصه فحسب، بل على ما يمثله من أهداف سامية رفيعة.
المصدر: مكتبة نور